بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين
المشاركة الأصلية كتبها
ابن هشام رحمه الله تعالى ص وهو ضربان معرب وهو ما يتغير
آخره بسبب العوامل الداخلة عليه كزيد ومبني وهو بخالفه كهؤلاء في لزوم
الكسر وكذلك حذام وأمس في لغة الحجازيين وكأحد عشر وأخواته في زلزوم الفتح
وكقبل وبعد وأخواتها في لزوم الضم إذا حذف المضاف إليه ونوى معناه وكمن وكم
في لزوم السكون وهو أصل البناء ش لما فرغت من تعريف الاسم بذكر شيء من علاماته عقبت ذلك ببيان انقسامه إلى
معرب ومبني وقدمت المعرب لأنه الأصل وأخرت المبني لأنه الفرع وذكرت أن
المعرب هو ما يتغير آخره بسبب ما يدخل عليه من العوامل كزيد تقول جاءني زيد
و رأيت زيدا و مررت بزيد ألا ترى أن آخر زيد تغير بالضمة والفتحة والكسرة
بسبب ما دخل عليه من جاءني و رأيت و الباء فلو كان التغير في غير الآخر لم
يكن إعرابا كقولك في فلس إذا صغرته فليس وإذا كسرته أفلس وفلوس وكذا لو كان
التغير في الآخر ولكنه ليس بسبب العوامل كقولك جلست حيث جلس زيد فإنه يجوز
أن تقول حيثن بالضم و حيث بالفتح و حيث بالكسر إلا أن هذه الأوجه الثلاثة
ليست بسبب العوامل ألا ترى أن العامل واحد وهو جلس وقد وجد معه التغير
المذكور ولما فرغت من ذكر المعرب ذكرت المبني وأنه الذي يلزم طريقة واحدة
ولا يتغير آخره بسبب ما يدخل عليه ثم قسمته إلى أربعة أقسام مبني على الكسر
ومبني على الفتح ومبني على الضم ومبني على السكون ثم قسمت المبني على
الكسر إلى قسمين قسم متفق عليه وهو هؤلاء فإن جميع العرب يكسرون آخره في
جميع الأحوال وقسم مختلف فيه وهو حذام وقطام ونحوهما من الأعلام المؤنثة
الآتية على وزن فعال و أمس إذا أردت به اليوم الذي قبل يومك .
فأما باب حذام ونحوه فأهل الحجاز يبنونه على الكسر مطلقا فيقولون جاءتني حذام ورأيت حذام ومررت بحذام وعلى ذلك قول الشاعر
[poem font="simplified arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent"
bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex
num="0,black"]
فلولا المزعجات من الليالي= لما ترك القطا طيب المنام
إذا قالت حذام فصدقوها= فإن القول ما قالت حذام [/poem]
فذكرها في البيت مرتين مكسورة مع أنها فاعل
وافترقت بنو تميم فرقتين فبعضهم يعرب ذلك كله بالضم رفعا وبالفتح نصبا وجرا
فيقول جاءتني حذام بالضم و رأيت حذام ومررت بحذام بالفتح وأكثرهم يفصل بين
ما كان آخره راء كوبار اسم لقبيلة وحضار اسم لكوكب وسفار اسم لما فيبنيه
على الكسر كالحجازيين وما ليس آخره راء كحذام وقطام فيعربه إعراب ما لا
ينصرف وأما أمس إذا أردت به اليوم الذي قبل يومك فأهل الحجاز يبنونه على
الكسر فيقولون مضى أس واعتكفت أمس وما رأيته مذ أمس بالكسر في الأحوال
الثلاثة قال الشاعر
[poem font="simplified arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent"
bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex
num="0,black"]
منع البقآء تقلب الشمس= وطلوعها من حيث لا تمسي.
وطلوعها حمراء صافية =وغروبها صفراء كالورس
اليوم أعلم ما يجيء به= ومضى بفصل قضائه أمس[/poem]
أمس فأمس في البيت فاعل لمضى وهو مكسور كما ترى وافترقت بنو تميم فرقتين
فمنهم من أعربه بالضمة رفعا وبالفتحة مطلقا فقال مضى أمس بالضمة واعتكفت
أمس وما رأيته منذ أمس بالفتح قال الشاعر
[poem font="simplified arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent"
bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex
num="0,black"]
لقد رأيت عجبا مذ أمسا= عجائزا مثل السعالي خمسا
يأكلن ما في رحلهن همسا= لا ترك الله لهن ضرسا
ولا لقين الدهر إلا تعسا.[/poem]
من أعربه بالضمة رفعا وبناه على الكسر نصبا وجرا وزعم الزجاجي أن من العرب
من يبني أمس على الفتح وأنشد عليه قوله مذأمسا وهو وهم والصواب ما قدمنا من
أنه معرب غير منصرف وزعم بعضهم أن أمسا في البيت فعل ماض وفاعله مستتر
والتقدير مذ أمسى المساء.
ولما فرغت من ذكر المبنى على الكسر ذكرت المبني على الفتح ومثلته بأحد عشر
وأخواته تقول جاءني أحد عشر رجلا وأيت أحد عشر رجلا ومررت بأحد عشر رجلا
بفتح الكلمتين في الأحوال الثلاثة وكذا تقول في أخواته إلا اثنى عشر فإن
الكلمة الأولى منه تعرب بالألف رفعا وبالياء نصبا وجرا تقول جاءني اثنا عشر
رجلا ورأيت اثنى عشر رجلا ومررت باثنى عشر رجلا وإنما لم أستثن هذا من
إطلاق قولي وأخواته لأنني سأذكر فيما بعد أن اثنين واثنتين يعربان إعراب
المثنى مطلقا وإن ركبا ولما فرغت من ذكر المبني على الفتح ذكرت المبني على
الضم ومثلته بقبل وبعد وأشرت إلى أن لهما أربع حالات إحداها أن يكونا
مضافين فيعربان نصنبا على الظرفية أو خفضا بمن تقول جئتك قبل زيد وبعده
فتنصبها على الظرفية و من قبله ومن بعده فتخفضها بمن قال الله تعالى( كذبت
قبلهم قوم نوح)وقال تعالى (فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون) وقال الله
تعالى (ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم)وقال تعالى( من بعد ما أهلكنا القرون
الأولى) الحالة الثانية أن يحذف المضاف إليه وينوى ثبوت لفظه فيعربان
الإعراب المذكور ولا ينونان لنية الإضافة وذلك كقوله
[poem font="simplified arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent"
bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex
num="0,black"]
ومن قبل نادى كل مولى قرابة= فما عطفت مولى عليه العواطف [/poem]
الرواية بخفض قبل بغير تنوين أى ومن قبل ذلك فحذف ذلك من اللفظ وقدره ثابتا
وقرأ الجحدري والعقيلي ( لله الأمر من قبل ومن بعد ) فحذف المضاف إليه
وقدربالخفض بغير تنوين اي من قبل الغلب ومن بعده وجوده ثابتا الحالة
الثالثة أن يقطع عن الاضافة لفظا ولا ينوي المضاف إليه فيعربان أيضا
الإعراب المذكور ولكنهما ينونان لأنهما حينئذ اسمان تامان كسائر الأسماء
النكرات فتقول جئتك قبلا وبعدا ومن قبل ومن بعد قال الشاعر
[poem font="simplified arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent"
bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex
num="0,black"]
فساغ لي الشراب وكنت قبلا= أكاد أغص بالماء الفرات [/poem]
وقرأ بعضهم لله الأمر من قبل ومن بعد بالخفض والتنوين الحالة
الرابعة أن يحذف المضاف إليه وينوي معناه دون لفظه فيبنيان حينئذ على الضم
كقراءة السبعة لله الأمر من قبل ومن بعد وقولي وأخواتها أردت به أسماء
الجهات الست وأول ودون ونحوهن قال الشاعر
[poem font="simplified arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent"
bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex
num="0,black"]
لعمرك ما أدري وإنى لأوجل =على أينا تعدو المنية أول [/poem]
وقال آخر
[poem font="simplified arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent"
bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex
num="0,black"]
إذ أنا لم أومن عليك ولم يكن= لقاؤك إلا من وراء وراء[/poem]
ولما فرغت من ذكر المبني على الضم ذكرت المبني على السكون ومثلت له بمن وكم
تقول جاءني من قام ورأيت من قام ومررت بمن قام فتجد من ملازمة للسكون في
الأحوال الثلاثة وكذا تقول كم مالك وكم عبدا ملكت وبكم درهم اشتريت ف كم في
المثال الأول في موضع رفع بالابتداء عند سيبويه وعلى الخبرية عند الأخفش
وفي الثاني في موضع نصب على المفعولية بالفعل الذي بعدها وفي الثالث في
موضع خفض بالباء وهي ساكنة في الأحوال الثلاثة كما ترى ولما ذكرت المبني
على السكون متأخرا خشيت من وهم من يتوهم أنه خلاف الأصل فدفعت هذا الوهم
بقولي وهو أصل البناء
ينقسم الاسم إلى قسمين
معرب وهو الأصل
ومبني
فالمعرب هو (هو ما يتغير آخره بسبب ما يدخل عليه من العوامل)
نحو زيد تقول جاءني زيدٌ و رأيت زيدًا و مررت بزيدٍ
فتغير حركة آخر الكلمة بسبب دخول العوامل ( جاء ورأيت والباء ) يجعل هذه الكلمة معربة.
أما التغيير الذي يطرأ على الكلمة في غير آخرها فليس من الإعراب
فالتصغير نحو فلس وفليس
والتكسير نحو فلوس وأفلس
لا يجعل الكلمة معربة
كذلك لو كان التغير في آخر الكلمة لكن ليس بسبب العامل
فتقول جلست حيث جلس زيد
ففي ثاء حيث ثلاثة أوجه
الضم أو الكسر أو الفتح لكن ليس بسبب العوامل
بل بنيت على الضم تشبيها بالغايات لملازمتها الإضافة
وبنيت على الكسر لأنه الأصل في التقاء الساكنين
وبنيت على الفتح للتخفيف
فلما كان التغيير وقع لكن ليس بسبب العامل جلس لم يكن إعرابا
أما
المبنيوهو الذي يلزم حركة واحدة ولا تتغير بسبب ما يدخل عليه من العوامل
وهو أربعة أقسام
الأول : مبني على الكسر وهو نوعان
1- متفق على بنائه نحو هؤلاءِ
فالعرب كلها تبنيه على الكسر
2- مختلف فيه
أ- الأعلام على وزن فعالِ نحو حذام وقطام
فالحجاز يبنونه على الكسر مطلقا ومنه قول الشاعر
[poem font="simplified arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent"
bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex
num="0,black"]
إذا قالت حذام فصدقوها= فإن القول ما قالت حذام [/poem]
بناها على الكسر مرتين ولو كانت معربة لرفعها لأنها فاعل
وبنو تميم على فرقتين
قسم يعرب هذه الأسماء إعراب الممنوع من الصرف فيعربها بالضم رفعا وبالفتح نصبا وجرا
وقسم يعربه كالممنوع من الصرف ما عدا ما كان آخره راء
نحو وبار وسفار وحضار فيبنيها على الكسر كالحجاز وهم الأكثر
ب- أمس
لليوم الي قبل يومك الذي أنت فيه
فالحجاز يبنونه على الكسر مطلقاومنه قول الشاعر
[poem font="simplified arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent"
bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex
num="0,black"]
منع البقآء تقلب الشمس= وطلوعها من حيث لا تمسي.
وطلوعها حمراء صافية =وغروبها صفراء كالورس
اليوم أعلم ما يجيء به= ومضى بفصل قضائه أمس[/poem]
فأمس اسم مبني على الكسر في محل رفع فاعل
وبنو تميم على فرقتين
قسم أعربه إعراب الممنوع من الصرف للعلمية والعدل
ومنه قول الشاعر
[poem font="simplified arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent"
bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex
num="0,black"]
لقد رأيت عجبا مذ أمسا= عجائزا مثل السعالي خمسا
[/poem]
ورد ابن هشام زعم الزجاجي بالبناء على الفتح بهذا القول
وأورد قولا بان أمسى في البيت فعل لفاعل مستتر تقديره ( مذ أمسى المساء )
حيث إن الألف في البيت لام الفعل وليست للإطلاق
وقسم أعربه رفعا وبناه على الكسر نصبا وجرا
الثاني : مبني على الفتح
مثل الأعداد من أحد عشر إلى تسعة عشر فهي مبنية على فتح الجزئين في كل حالاتها
وخص اثني عشر بالذكر لأن الجزء الأول منه معرب إعراب المثنى في كل حالاته وسيذكر ذلك لاحقا فلم يستثنه.
الثالث : المبني على الضم
نحو قبل وبعد
إلا أن لهما أربع صور قد تغير بنائهما
1- أن يكونا مضافين فيعربان نصبا على الظرفية أو يجران بمن
قال الله تعالى( كذبت قبلهم قوم نوح)
وقال تعالى (فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون)
وقال الله تعالى (ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم)
وقال تعالى( من بعد ما أهلكنا القرون الأولى)
2- أن يحذف المضاف إليه وينوى ثبوت لفظه
فيبقيان معربين نصبا على الظرفية أو جرا بمن بلا تنوين لنية الإضافة
ومنه قول الشاعر
[poem font="simplified arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent"
bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex
num="0,black"]
ومن قبل نادى كل مولى قرابة= فما عطفت مولى عليه العواطف [/poem]
بجر قبل بلا تنوين
وقراءة ( لله الأمر من قبلِ ومن بعدِ ) بالجر بلا تنوين
3- أن يحذف المضاف إليه ولا ينوى ثبوت لفظه
فيعربان كالسابق وينونان ومنه قول الشاعر
[poem font="simplified arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent"
bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex
num="0,black"]
فساغ لي الشراب وكنت قبلا= أكاد أغص بالماء الفرات [/poem]
وقراءة ( لله الأمر من قبلٍ ومن بعدٍ) بالجر والتنوين
4- أن يحذف المضاف إليه وينوى معناه دون لفظه
فيبنيان على الضم
نحو قراءة ( لله الأمر من قبلُ ومن بعدُ) بالبناء على الضم
ومثلهما في كل ذلك أسماء الجهات الست
أمام ووراء وفوق وتحت ويمين وشمال
وما كان بمعناهن نحو خلف وقدام ويسار
وأول ودون وما شابهها
ومن ذلك قول الشاعر
[poem font="simplified arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent"
bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex
num="0,black"]
لعمرك ما أدري وإنى لأوجل= على أينا تعدو المنية أولُ[/poem]
وقوله
[poem font="simplified arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent"
bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex
num="0,black"]
إذ أنا لم أومن عليك ولم يكن= لقاؤك إلا من وراءُ وراءُ[/poem]
الرابع : المبني على السكون
وهو الأصل في البناء
وذلك نحو منْ وكمْ
فيبنيان على السكون في الأحوال الثلاثة
الفوائد
1- الاسم نوعان معرب ومبني
2- تعريف المعرب
3- تعريف المبني
4- أنواع المبني أربعة
5- الأصل في االبناء
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين